لماذا نحتاج إلى نهج تشاركي لتطبيق ذكاء اصطناعي مسؤول؟
2024-11-07
2024-11-07
By: Basma Balabel
تُمثل سلسلة ندوات "الذكاء الاصطناعي المسؤول في الجنوب العالمي" التي يتم تنظيمها عبر الإنترنت بشكل مشترك من قبل مرصد الذكاء الاصطناعي المسؤول في الشرق الأوسط ونظيره في إفريقيا، مرحلة هامة في الحوار العالمي المستمر حول الذكاء الاصطناعي. تهدف سلسلة الندوات هذه إلى إنشاء مساحة مخصصة لتبادل المعرفة واستكشاف الذكاء الاصطناعي المسؤول مع التركيز على أسس ومبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا. تهدف السلسلة إلى ضمان أن المجتمعات التي تم تهميشها تاريخياً لن يتم استبعادها من الحوار بعد الآن ويتم ذلك من خلال تعزيز أصوات حاملي المعرفة المحليين ومناقشة قضايا حاسمة مثل الاعتبارات الأخلاقية، والأطر التنظيمية، والتأثيرات المجتمعية للذكاء الاصطناعي في هذه المناطق.
انعقد سابقا الندوة الأولى والافتتاحية عبر الإنترنت تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي المسؤول في الجنوب العالمي: سرديات من الشرق الأوسط وأفريقيا". في الثلاثين من أكتوبر انعقدت الندوة الثانية بتنظيم من مرصدي الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا تحت عنوان "التعاون متعدد الأطراف من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول في إفريقيا". دار الحوار بشكل رئيسي حول استراتيجية الاتحاد الإفريقي للذكاء الاصطناعي وأهمية التعاون بين مختلف الأطراف المعنية من أجل تطوير وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في القارة.
دارت الندوة د. نجلاء رزق، المديرة المؤسسة لمركز إتاحة المعرفة من أجل التنمية حيث دار الحوار حول استراتيجيات تطوير أطر الذكاء الاصطناعي بحيث تكون أخلاقية وملائمة للسياق الإقليمي، مع التأكيد على أهمية التعاون. وقد ضمت الندوة مجموعة متنوعة من الخبراء، حيث قدم كل منهم رؤى قيمة حول تقاطع الذكاء الاصطناعي والتنمية في إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك: أ. عمرو صفوت، مدير شؤون المنظمات الإفريقية في قسم العلاقات الدولية - وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالإضافة إلي أ. إيزوبيل آكواه، المديرة التنفيذية لمؤسسة سيرتا، و أ. ليونيدا موتوكو، مديرة الذكاء الاصطناعي في معهد LDRI، و أ. سيلاس أديكونلي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Reach Industries
إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي لتناسب احتياجات إفريقيا
قدم أ. أديكونلي عرضًا معمقًا للتحديات التي تواجه تبني الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ووصف تبني الذكاء الاصطناعي بأنه "مشكلة متعددة الأبعاد"، مشيرًا إلى أن الأنظمة الحالية للذكاء الاصطناعي لم تأخذ في اعتبارها واقع إفريقيا. على سبيل المثال،تواجه اللغات الإفريقية، التي غالبًا ما تكون غنية بالرمزية والنغمة، عوائق كبيرة بالنسبة لنماذج الذكاء الاصطناعي المبنية على التقسيم النصي. علاوة على ذلك، يُنقل جزء كبير من تاريخ وثقافة إفريقيا بصريًا أو من خلال الحكايات - عناصر يصعب على الأنظمة الحالية للذكاء الاصطناعي التقاطها. أخيرًا، أدى التفاوت في معدل تبني التكنولوجيا عبر القارة إلى بيانات غير متسقة ومجزأة، مما يساهم في وجود تحيزات في أنظمة الذكاء الاصطناعي ويقلل من فعاليتها في السياقات الإفريقية. و
بناءً على هذا الرأي، أكد أ. صفوت على ضرورة التعاون عبر الحدود نظرًا للطبيعة العابرة للحدود للذكاء الاصطناعي. أكد صفوت أيضا أن التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي ليس مفيدًا فحسب، بل أساسي لتطويره بشكل أخلاقي. شدد صفوت أيضا على أن الأصوات الإفريقية يجب أن تكون في طليعة الحوار حول الذكاء الاصطناعي والأخلاقيات والحكم، لضمان أن تكون الحلول الذكية مصممة لتلبية التحديات الاجتماعية والاقتصادية الفريدة في إفريقيا في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة والسلامة والأمن. وكانت دعوته للعمل واضحة: يجب أن يعمل الأكاديميون والحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الشعبية معًا لبناء الأطر اللازمة للذكاء الاصطناعي المسؤول.
انتقلت أ. أكواه بالنقاش في اتجاه حاسم من خلال تسليط الضوء على الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي والحاجة للعمل نحو "التحول الأخضر". وأشارت إلى كمية الطاقة الكبيرة المطلوبة لتدريب الخوارزميات، والقلق المتزايد بشأن النفايات الإلكترونية. كما سلطت الضوء على أهمية إشراك الشباب في تصميم الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن الشباب الإفريقي المبدع لديه القدرة على خلق إرث من الذكاء الاصطناعي المسؤول. علي الرغم من ذلك، أشارت أيضًا إلى أن البحث في الذكاء الاصطناعي في إفريقيا لا يزال يعاني من نقص التمويل والتنمية وهي فجوة يجب معالجتها، ودعت الأكاديميين إلى إعطاء الأولوية للبحث التطبيقي لمواجهة التحديات الواقعية.
أخيرًا، اختتمت أ. موتوكو الندوة بالتأكيد على أهمية وجود نماذج مستدامة من أجل توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي المسؤول. وأشارت إلى أن جزء كبير من التمويل المخصص لتطوير الذكاء الاصطناعي في القارة يدعم عادةً المشاريع التجريبية والأفكار الأولية، مع دعم محدود للتنفيذ على نطاق واسع. وأوضحت أن معهد بحوث التنمية المحلية يعمل مع صانعي السياسات والمجتمعات المبتكرة عبر إفريقيا لاستكشاف كيف يمكن للمجتمعات المطبقة للذكاء الاصطناعي أن تدفع تطبيقات للذكاء الاصطناعي قابلة للتوسع والمستدامة. أعربت أ.موتوكو عن احتجاجها أن المجتمعات الممارسة للذكاء الاصطناعي لديها قدرة كبيرة على أن تعزز النقاش حول الذكاء الاصطناعي عن طريق التركيز على احتياجات المجتمعات المحددة وخلق الفرص لصوت موحد في تطبيق الذكاء الاصطناعي. اختتمت أ. موتوكو الندوة بدعوة لتطوير أطر تنظيمية مواتية لضمان استفادة الجميع من الذكاء الاصطناعي.
أظهر النقاش في الندوة أمرًا واحدًا بوضوح: يجب تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في الجنوب العالمي من خلال التعاون. يجب على صانعي السياسات، ومطوري التكنولوجيا، والأكاديميين، والمجتمع المدني العمل معًا لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي تتناسب مع احتياجات الجنوب العالمي المتنوعة. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء لا يتجزأ من المجتمعات، أصبح من الضروري، أكثر من أي وقت مضى، أن تُدرج أصوات جميع الأطراف المعنية المحلية في هذا الحوار..